قدم الشيعة بالسعودية من قدم السنة بها؛ هم جزء من هذا الوطن ونسيجه؛ هم سعوديون أولاً، وينتمون ثانياً إلى الفضاء الشيعي العربي بمعناه الأصلي، الذي هو جزء من التنوع المذهبي الإسلامي، والقادة والملوك منذ عهود الدولة السعودية الأولى، والثانية، والثالثة، لم يثرّبوا على الشيعة الانتماء المذهبي البحت، ولكن الملك عبدالعزيز، نصحهم من باب الإخوة بعدم الإكثار من المظاهر، وهذا لم يخرجهم من وطنيتهم أو سعوديتهم.
الفرق يكمن في التطرف السني والشيعي معاً، أن يكون الانتماء لإيران، والتقديس الممض لمفاهيم تتعلق بولاية الفقيه، أو ادعاء «إجماع المسلمين على الإيمان بالمهدي»، كما يزعم حسن نصر الله، بخطابه الأخير، فالخلاف حول المهدي بالتراثين الشيعي والسني معروف ومتاح لمن خبر التراث، بل حتى بعض الشيعة المعاصرين طرحوا تأويلاتٍ حول ماهية المهدي، أغيب هو؟! أبشر مثلنا؟! أهو من أهل البيت؟! ألعلاماته ظهور؟! وادعاء الإجماع من نصر الله، مجرد تصعيد سياسي، لم يبن على أسس علمية.
وعليه فإن المشكلة ليست بالتمذهب الفقهي والعقدي، بل بتحويل ذلك الإرث إلى معول سياسي، لتقطيع الأبدان، وتهديم الأوطان.