قيمة الوجه أيها السيدات والسادة ليس فقط في احمرار الخدود، أو قياس الشفتين أو “البراطم”، ولا في وسامته من حيث ضخامته أو انسلال أنفه كالسيف، بل قيمة الوجه في شيء واحد، قيمته في: الابتسامة. ويا لروعة الابتسامة. ويا لعظم سحرها، وعمق تأثيرها.
سيدي الكريم، سيدتي الفاضلة خذوا على أنفسكم عهداً أنكم حين تسيرون في الشارع توزعون ابتساماتكم على الجميع، سيقال عنكم إنكم مهابيل أو مخبولون أو مساكين أو مذلولون، لكني أراهنكم أنكم في النهاية أنتم الرابحون!
يعجبني في أي فريق عملي الابتسامة التي تحكمه، أحد الأصدقاء أدمن الذهاب لـ”كوفي شوب” واحد منذ مدة طويلة، يقول إن الفريق كله يبتسم ويوزع النكات مجاناً، ويسأل: بالله عليك أيهما أكثر ربحاً: أن تشرب قهوتك مع ابتسامات مجانية، أم أن تشربها من دون؟ أجبته فورا: بل ربح البيع!
بعض الدراسات تقول: “إن الأطفال يبتسمون ويضحكون حوالي 400 مرة في اليوم”، وإن المرأة أقدر على صنع الابتسامة من الرجل.
ما أجمل البيت حين يكون مجلجلاً بالضحك والتبسم والأنس والسعادة.
البسمة يا قوم تجلب البسمة، والضحكة تجلب الضحكة، وهذا مظنة السعادة والذي نفسي بيده!
رئيس المجلس الاستشاري الأسري بدبي الدكتور خليفة المحرزي قال: “إن دراسة بريطانية أثبتت مؤخرا أن ابتسامة الزوجة لزوجها هي مفتاح جذب الرجل الذي يعشق الوجه المشرق والنظرة المباشرة والابتسامة العريضة، وإن الابتسامة سلاح المرأة، ووسيلة من وسائلها غير اللفظية للاتصال بزوجها، وإحدى لغات جسدها التي عرفت منذ القدم بمدى قوتها وفاعليتها، فقد أكد علماء النفس أن 60 % من حالات التخاطب والتواصل بين الأزواج تتم بصورة غير شفهية أي عن طريق الإيماءات والإيحاءات والرموز لا عن طريق الكلام، لذا تعتبرالابتسامة ذات تأثير أقوى بعشر مرات من تأثير الكلمات”!
قال أبو عبدالله غفر الله له: والبلد الأكثر جمالاً هو الأقدر على التبسم وصناعة الضحك. للأسف أنه ارتبطت “المراجل” و”الثقل” عند البعض بقلة الضحك والتبسم، فتجد “البوز” ممتداً وطويلاً وضخماً ومنفوخاً، وكأنه يريد أن يضارب، وإذا به يصنع رجولته بشنبه المفتول وعيونه المقطبة!
ليتنا نكون أطفالاً نرسم ابتساماتنا لأنفسنا، ونسكبها على من حولنا، وليتنا نترك التقطيب والتجهم، ليت أن البيوت كلها تكون ضاحكةً مستبشرة.
من المحزن أن إحدى السيدات تشتكي من أن الزوج حين يدخل إلى البيت يتحول كل الضحك والأنس والركضات الصغيرة من الأطفال إلى هدوء مريع مفزع، يدخل الأطفال ألعابهم والمرأة تغلق جوالها، والبنات يصعدن إلى غرفهن مثل الهاربات.. بالله عليكم هل الحياة من دون ابتسامة تستحق أن تسمى حياة؟!