أجمل ما في حياة الإنسان هذه الكلمات التي تبدأ بحاءات ثلاث: “الحرية، الحب، الحياة”. والحياة من دون حب تصبح جدبا وصحراء قاحلة، يلهث الإنسان فيها من دون أن يدرك طعم الحب، الذي هو أساس تعلقنا بالحياة، وأساس المعنى الذي نريده منها.
والحب طاقة إنسانية تجاه ما حولنا، من زوجة أو أبناء، من وطن أو أصدقاء، من عشيرة وقرابة، وكذلك حب الطبيعة، من ألوان وأزهار، وكل ما يمس يدينا من جمالها وجلالها، فالحب يتنوع ويتعدد، من حب القلب للأنثى، إلى حب الإنسان لصوت الطير، ولكل تفاصيل الجمال والسعادة والبهجة التي يراها الإنسان في يومه.
وكذلك الحرية فهذه الكلمة الصغيرة تم تداولها على مر الزمن، والحرية تعني الحرية الحديثة التي يسعى إليها الإنسان، بحيث يكون حرا في خياراته وأن يكون الحاكم لسلوكه، هو القانون والأخلاق التي آمن بها، والحرية فيها بهجة وسعادة، والفرد الحر ليس ذلك العابث وإنما الذي صار أنيقا بحريته سعيدا بها، الذي يعنى بخياراته وأساليب عيشه.
فالحرية هي أساس حياة الإنسان، ولا قيمة للإنسان من دون حرية، وما أشقى الحياة حينما تكون مرتبطة بالعبودية بمعناها الرمزي مثل عبادة أمر أو لذة أو شهوة أو مال أو منصب، كلها تحد من الحرية وتجعل الحياة مرتهنة لخيارات صغيرة وجزئية.
ثم إن الحياة كلها هي الوعاء التي تحفظ الحرية والحب، من دون الحياة والصحة والأمل والنفس المنشرحة لن يكون ثمة حب ولا مال، والسعيد من عاش هذه الحياة، وتعجبني كلمة لأحد الأدباء المتفائلين حين قال إنه يحب الحياة ويتمنى أن يعود مرارا وتكرارا لعيشها ويسعد بها، فالحياة جميلة وسهلة حين نأخذها بالحب والحرية.
قال أبو عبدالله غفر الله له: ولنتأمل بهدوء ما حولنا من جمال وبهاء ولنحب أكثر وأكثر، فالحب لا حدود له، حتى الحبيب الذي لديك أحبه، أكثر واغرف من روحه ما يلهمك ويمدك بالسعادة والطاقة، للقدرة على الإكمال ومواصلة الحياة.
الحب يمنحنا الحرية والحرية تمنحنا الحركة، والكلمات التي تبدأ بالحاءات مذهلة وملهمة ورائعة وتستحق مقالات ومقالات لا مقالة واحدة فقط.