يقولون إن من لا يعرف مرضه، لا يمكن أن يجد له تطبيباً. ومن لا يؤمن بأن لديه مشكلة يتعذر عليه في الغالب حلها. إذن معرفة الداء نصف طريق العلاج.
هذا صحيح، لكن هناك من يعرف الداء ويتصور أن العلاج حلو المذاق!
الدواء سواء كانت العلة جسدية او سلوكية مرّ الطعم، وليس قطعة شوكولاته ولا ملعقة آيس كريم من النوع الذي تحبه وتشتهيه.
لكن بعد العلقم شهد، فالصحة أحلى من العسل، وطعم التغيير لذيذ، وأجمل أنواع التغيير تغيير الطباع، لأنك فيه تتعامل مع نفس تعرف مداخلها ومخارجها، واساليبها التكتيكية ونقاط ضعفها وقوتها.
تغيير العادات سهل عندما نجلس على الأرائك نحتسي القهوة، لأن التغيير لا يتعدى الألفاظ والتغيير على الأرض يقتضي ألماً حقيقياً، فمن يصبر على الألم؟!
لا زلت أذكر ان الدكتور غازي القصيبي وزير العمل كان يستفيض في الحديث عن ألم تغيير العادات.
يقول القصيبي إن البطالة مشكلة تمس بشكل او بآخر نحو مليوني شخص، وبالتالي لا بد لنا ان نصبر على ألم تغيير عاداتنا في سبيل حلنا لهذه المشكلة.
وبعيداً عن رفض كثيرين لمبدأ الدكتور غازي في تغيير ألم العادات وبالذات فيما يتعلق بالتأشيرات، فإن موضوعنا هو ألم التغيير. فالذي يبدأ عادة جديدة، يستنكر حداثتها حتى يعتاد عليها، أو يبدأ في قطف شهدها.
صحيح ان الإنسان قد ينجو من ألم تغيير العادات برفض التغيير، لكنه إذ يظن انه يبتعد عن الألم، يفتقد حلاوة الحصاد، ولذة الاستمتاع بعادات جديدة.