المقالات التي أكتبها عن نجاحات المرأة، لا أكتبها وأنا متفاجئ أن امرأة تبدع، فهذا فيه انتقاص من قيمتها وقدرها، فهي قسيم الرجل في الجنس البشري والقدرات العقلية، لكنني أتناول القصص التي تنجح فيها المرأة لنتشجع كلنا رجالاً ونساءً في تحقيق الطموحات، ما يؤكد أن الإبداع في المجتمع يطير بجناحين اثنين، هما الرجل والمرأة. ولحسن الحظ فإن النجاحات التي تحققها المرأة كثيرة، كل يومٍ نجد قصةً هنا، وأخرى هناك. وقد وضعت نماذج من تلك النجاحات في كتابي الذي صدر مؤخراً بعنوان: “الدنيا … امرأة!”. في هذا المقال سأقف مع المبدعة أماني جاها.
كتبت نجلاء الحربي في صحيفة الوطن أمس قصة جاء فيها: “أماني جاها فتاة سعودية ذات الأربعة والعشرين ربيعا طالبة جامعية، تمكنت من الحصول على رخصة مدربة في الإسعافات الأولية للإنقاذ، تقول: “الإسعافات الأولية تنقسم إلى قسمين، عناية أولية، وتتمثل في الإنعاش القلبي الرئوي CpR، وجهاز إزالة الرجفان القلبي EAD، والقسم الآخر العناية الثانوية، وتشمل العناية بحروق المصابين والكسور”.
المهمة التي تقوم بها أماني إنسانية بالدرجة الأولى، فهي تتعلق بأرواح الناس وحياتهم، وهي تعلم جيداً سبب اختيارها لهذا التخصص حين تقول: “إن الإسعافات الأولية لها أهمية خاصة بالنسبة للمدربين على الغوص، فقد يتعرض الغواص لحوادث مختلفة داخل أعماق البحار كالغرق والذعر والإغماء، لذلك لا بد أن يكون المدرب ملماً بالأساسيات والإسعافات الأولية، حتى يتمكن من إنقاذ المتدربين من الغواصين في أسرع وقت، إن المدرب يبذل جهده في إنقاذ الأرواح، والاستفادة من عنصر الوقت في تقديم الخدمات الإسعافية”.
أماني جاها تدخل إلى هذا التخصص المهم، والذي يمس حياة الإنسان، فهي تسعف الغرقى والمصابين والذين يتعرضون لحوادث، وبقراءة قصتها نتذكر كل الذين يتحدثون عن المرأة السعودية وأنها الخاضعة الخانعة، التي لا تتجاوز حجابها، يظنون أن المرأة السعودية خارج إطار صناعاتها الإبداعية، واستقلالها بشق طريقها الخاص. الذين يعتقدون أن المرأة تتحرك عبر “كيس زبالة” هو العباءة ـ كما قال ذلك أحد النواب اللبنانيين ـ أخطأوا الطريق، لأن المرأة في السعودية تشارك في الأحداث، في الإبداع، في الفنون، والتعليم والإبداع العلمي والصحي والفكري والثقافي والأدبي.
لكن عزاءنا أننا لا يمكن إقناع كل الكون بما في مجتمعنا من إيجابيات… شكراً لكل المبدعات… شكراً!