لحظة متابعة لزواج ويليام على كيت وصلتني أكثر من مئة رسالة مليئة بالمفارقات بين الزواج الأسطوري وزواجاتنا الاجتماعية. بين من يتحدث عن “التقليط” للغداء وأين ستكون “المفاطيح” والبعض الآخر يتحدث عن الهمّ الذي يعتصر الأم وهي تشرف على مجريات شراء الأواني المنزلية قبيل الزواج بأيام، صوركثيرة، ونكت استقبلتها أوضحت أننا نعرف الكثير عن مشاكلنا ونعبرعنها من خلال النكات التي نصدرها، وهذا في نظري شيء إيجابي للغاية، كل تلك النكت تقريباً تسخر من طرق وتقاليد الزواج التي نتبعها نحن في المجتمع، حتى إنك لا تفرق –في بعض الزواجات- بينها وبين أي عزيمةٍ أخرى، بل ويغشي المعازيم النعاس أمنةً من عنده، ويخرج الناس من الزواج من دون أي شيء يذكرونه عنه، سوى المأدبة التي جلسوا عليها.
السؤال الذي أطرحه على الشباب والشابات، لماذا لا نحاول ممارسة شكل من أشكال التجديد الاجتماعي؟!
أكثر السعوديين تابعوا مراسيم زواج ويليام، والغريب أنه وحتى حين جاءت ساعة “القبلة” وهي قبل عذرية وليست مؤذية للعين، تابعها الآباء مع أهاليهم، كما يذكرالعديد من المغردين والمغردات في تويتر، بمعنى أننا مثل غيرنا من الشعوب، بذورالحرية الصغيرة التي تصنع المدنية والتقدم الاجتماعي ساكنةً في دمائنا، لكننا نحتاج إلى أن نسقي تلك البذرة ليكون في ذهن كل منا حديقة حرية مزهرة تنبض بالجمال والبهاء والبهجة. وأولى وسائل سقي تلك البذرة العمل على التجديد الاجتماعي، أن نغير من طريقة الولائم والمناسبات الأسبوعية أن يجدد الناس في الزواج وطرقه وعاداته، ليس ضرورياً أن يتشاكل الناس كلهم في طرق زواجهم أو مراسم نكاحهم، بل من المفترض أن يكون لكل مناسبة طريقة مختلفة للفرح.
قال أبو عبدالله غفر الله له: بل إن ويليام كسر حتى الحاجز البروتوكولي حين قاد سيارته، وبحسب –معلق BBC- فإن ويليام يكون بتجديده هذا أول أميرٍ يقود سيارته بنفسه في حفل زفافه. أقول لكل “ويليام” سعودي ولكل “كيت” سعودية، الرهان على الجيل الجديد في تغيير تدريجي للعادات التي تحكم مناسباتنا، وعلى الجيل السابق أن يفهم مستجدات الزمن، وزمن صبّ القهوة والشاي والعناق والتبويس يمكن أن نجدده بعاداتٍ للفرح تكون جديدة وتجمع بين الإبداع والاعتراف بقيمة المناسبة وعظمتها!
نزع الله عن الجميع تقطيبهم ووجوم وجوههم ساعة الفرح والأعراس!