بعض المسؤولين لا يتفاعلون مع الصحافة إلا من خلال مديري العلاقات العامة!
يكتفون بالنفي أو الرد المقتضب. غير أن الرئيس التنفيذي لشركة الكهرباء الأستاذ: علي البراك كسر هذه العادة، أتحفني برسالة توضيحية على مقال: “الكهرباء تشوي السعوديين”. ومع شكري المستمر لكل مسؤول يتفاعل مع ما يكتب في الصحافة غير أنني أرى أن التوضيحات التي ساقها الرئيس التنفيذي ليست سوى تبريرات، وهي تفتح دهاليز لا تعني المستهلك من قريب ولا من بعيد. كل ما يريده الإنسان أن يستمر إمداد البيت بالكهرباء من دون انقطاع بغض النظر عن الأرقام والنسب.
استخدم الرئيس التنفيذي في رسالته التي زادت على تسعمئة كلمة مصطلح “الحقيقة”!
سرد أربع حقائق عن الشركة بنفس الدفاع عنها. الجميل في الرسالة أنه قال: (إن الشركة غير راضية عن خدماتها وتسعى إلى الأفضل في حدود إمكاناتها المتوفرة). وهذا نقد ذاتي جيد غير أنه ليس كافياً، النقد الإعلامي لابد منه.
الأستاذ البراك عتب على الصحفيين في رسالته حيث قال: (وبالرغم من أهمية رسالة الصحافة وما تقوم به من نقد هادف للإصلاح تشكر عليه ومع تقدير الشركة لمعاناة من تنقطع عنهم الخدمة في الصيف ولو لدقائق معدودة لظروف خارج عن إرادتها وتحملها لكامل المسؤولية عن ذلك، إلا أنه لا يمكن قياس أداء شركات الكهرباء ومدى جودتها من خلال ما ينشر بالصحف اليومية لعدم دقة ما يكتبه المراسلون في كثير من الأحيان وتكراره في أحيان كثيرة فينشر أن الخدمة الكهربائية انقطعت عن حي كامل والحقيقة انها انقطعت عن شارع واحد بالحي وينشر أنها انقطعت لأيام والواقع انها انقطعت لساعات قليلة أو ينشر أن الخدمة الكهربائية انقطعت عن مدرسة أو مستشفى ولا يذكر أنها بسبب رداءة التمديدات الداخلية).
قال أبو عبدالله غفر الله له: المستهلكون لا يبحثون عن أرقام أو منشورات تطرحها عليهم الشركة، هم يريدون أسباباً مقنعة للانقطاع. بعض المسؤولين في الشركة وعدوا ـ في العام الماضي ـ أن الانقطاع لن يتكرر، وها هو يتكرر اليوم. صحيح أنني سررت بمبدأ التواصل بين المسؤول والكاتب، غير أنني لا أعتبر التوضيحات سوى تبريرات. وأرى أنه من الضروري تحسين أداء الشركة وعدم الرقص على جيوب المواطنين عبر الاحتفال الدائم بالأرباح الخيالية.