يعاني العالم العربي من البطالة الشرسة التي فتكت بالشباب والفتيات على حدٍ سواء!
لكن رغم كل طوفان البطالة الجارف لم نقرأ كتاباً كاملاً يصف حال تلك الظاهرة في المجتمع السعودي، وعلاقتها بالمخدرات والسرقات، والعنوسة، والأمراض النفسية. ولم نطلع حتى الآن على دراسات تتعلق بالنسب أو الإحصاءات، تصدر على الأقل من وزارات عليها مسؤولية اجتماعية أو عملية. الدراسات هي التي تبنى عليها تصورات الكتّاب والمثقفين والمؤسسات الاجتماعية حول أيّ ظاهرةٍ من الظواهر.
يفرح الكتاب بأي نسبة تنشر في الصحف من أكاديمي مستقلّ، وما إن يستشهد بها الكاتب حتى تكذّبه بعض الجهات، والواقع أن نسبة البطالة-على الأرجح- ليست معروفة لا لدى الحكومة ولا لدى الكتّاب. لأن الصحفي والكاتب في عرف الجهات الحكومية هو “متسبب” يعني يبحث عن أي شيء “يطقطق فيه”. وهذه هي المشكلة التي أسست للفجوة بين الكاتب والمؤسسات التي تخاف من أيّ نقد مهما كان موضوعياً.
الأمريكيون شبعوا من بحث البطالة وتأثيراتها الاجتماعية، فأدخلوا البطالة ضمن دراسات أسباب تدهور الصحة العقلية، وفي بحثٍ أجرته إدارة خدمات مكافحة المخدرات والصحة العقلية، جاء فيه: ” يشير مسح الصحة العقلية عن عام 2009 إلى تأثير نسبة البطالة القياسية المرتفعة التي وصلت أعلى مستوياتها في 25 عاما في العام الماضي، في انتشار الاضطرابات العقلية، إثر إقدام كثير من أصحاب العمل على تقليص عدد العمال للتكيف مع ضعف الاقتصاد”.
قال أبو عبدالله غفر الله له: البطالة لها تأثير على العقل وهي سبب من أسباب كراهية الحياة، وانتشار الجريمة، وتفشي السلوكيات الجنونية الخاطئة. البعض يظنّ أن البطالة من أسباب الفقر فقط، والواقع أنها السبب الرئيس لانهيار العقل والمجتمع. إذا كانت البطالة تنتشر ورؤساء المؤسسات الاقتصادية ينفون تأثير الأزمة على اقتصادنا، فالسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا تزداد أعداد العاطلين والعاطلات مع أن شهادات بعضهم عالية؟ ولماذا لم نقرأ عن البطالة دراسة ولو واحدة تكون جديرة بالقراءة والاطلاع؟!