في ظل أزمة الحجوزات على الطيران من قبل الخطوط “شبه” الوحيدة في السعودية، وفي ظل إلغاء وتأخير واضطراب المواعيد في الرحلات التي تقوم بها الخطوط السعودية، لا بد من توجيه بعض النصائح للمسافرين الذين ينتظرون ساعاتٍ وساعات في المطارات، ما بين حجز ألغي، أو حجز انتظارٍ يحتاج إلى تأكيد. هذه الفوضى العارمة في الخطوط السعودية ألهبت مشاعر الناس وأغضبتهم، بسبب سوء الخدمات، وقلة الطائرات نسبةً إلى عدد سكان السعودية الذين يسافرون بالطيران برحلاته الداخلية. هذه الفوضى تجعلني أقف مع أخبار “تشجيع القراءة” في مطار الرياض!
الخبر نشرته “الوطن” بالأمس وجاء فيه: “زودت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة ركن القراءة في مطارالملك خالد الدولي بالرياض، بعدد كبير من الإصدارات والكتب في مختلف فروع المعرفة، وبما يتناسب مع تنوع اهتمامات المسافرين من الرجال والنساء والأطفال، تزامناً مع إجازة الربيع، وكشفت إدارة المكتبة في بيان صحفي أمس أن خطة الاستعداد بدأت في مطلع جمادى الآخرة 1432، وقبل بدء إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني، استجابة لما هو متوقع من زيادة ملحوظة في حركة السفر عبر مطارالملك خالد الدولي، وشملت تزويد ركن القراءة بالمطار بعدد كبير من الكتب الحديثة من إصدارات المكتبة أو دورالنشر الأخرى”.
قلتُ: حسناً فعلت مكتبة الملك عبد العزيز، المكتبة العامة الأنيقة التي أحبها وأحب جلستها وهدوءها الرائع، حسناً فعلت حين أمدت المسافرين بالكتب، وتزامن الإهداء مع الاضطراب في الرحلات، وانعدام الحجوزات التام بين جدة والرياض مثلاً، مع أن الولايات المتحدة الأميركية على كثرة طلبات الرحلات الداخلية وضخامة عدد السكان وأعداد المسافرين لم تشكُ من مثل فوضانا في الخطوط أبداً. أحد المسافرين ألغي حجزه من دون سبب وحين أراد الحديث مع موظفٍ في الخطوط بادره الموظف قائلاً: “أعرف وش عندك تبغى تشتكي.. رح اشتك تجد المدير هناك”! وقديماً قالوا: “من أمن العقوبة أساء الأدب”!
ليت أن موظفي الخطوط السعودية أو بعض المسؤولين فيها يتوجهون في أوقات فراغهم إلى الكتب التي تتحدث عن الإدارة، وعن نجاحات الخطوط الكبرى في العالم. ليتهم يقرؤون في طرق التعامل مع الناس والزبائن. ليت أن مكتبة الملك عبدالعزيز تزود قسم الكتب في المطارات ما ينمّي المسؤولية الأخلاقية للناس تجاه أعمالهم، حين نستلهم تجارب الآخرين في الإدارة والنظام يكون اكتشاف الخطأ الجسيم الذي يرتكب!
القراءة للجميع، للمسافرين، وللذين لم يعرفوا كيف يديرون شركة حيوية ومحورية في المجتمع، مرتبطة بمواعيد الناس الصحية في المستشفيات، في الزيارات، في المناسبات، ليتلافوا أخطاءهم الكبيرة!