من نعم العصر أن رزقنا الله بهذا الحائط الإنترنتي الجميل المسمى بـ:”تويتر”، والذي يعني العصفور المغرد، وقد أحسن معظم السعوديين استخدامه، مع أنه موقع بلا مشرفين على الألفاظ ولا على الكلمات النابية. وإذا كان المثل العربي القديم يقول:”كل إناءٍ بما فيه ينضح”، فإنني أقول عن التويتريين:”كل مغرّد تنضح تغريداته بتربيته وتراكمه وتحضره”. ولحسن الحظ أن ما يبث في تويتر يعتبر مشرفاً في غالبه، وقد عرض الشباب والفتيات العرب، والخليجيون والسعوديون بخاصة واجهةً جميلةً عن المجتمع. لكنني فقط سأعرض نموذجين للاستخدام التويتري، ما بين استخدام إيجابي، و آخر سلبي!
ظاهرة الحسابات الوهمية. وهو استخفاف للدم بشكل مبالغ فيه، واستغلال يقع تحت مظلة التعدي والإجرام. بالأمس نفى مصدر مسؤول بوزارة الداخلية وجود حساب للنائب الثاني وزير الداخليةالأمير نايف بن عبد العزيز. وقال إنه لا صحة لما روج له من وجود موقع على الفيس بوك خاص بالأمير نايف. أما عن الحساب الوهمي للأمير نايف في تويتر فقد نفاه المصدر، بل أكد على أن لا موقع للأمير على الإنترنت بعامة. كذلك حصل مع تأسيس حسابٍ وهمي للفنان: ناصر القصبي، وهو حساب قالت زوجته الكاتبة: بدرية البشر، أنه لا يمت للقصبي بصلة.
أما النموذج الإيجابي فهو النجاح الأخير لشباب تويتر بجمع الأب محمد الرجيب بابنه، بعد أن غاب عن البيت منذ ثمانية عشر يوماً، “الوطن” في تغطيتها بالأمس ذكرت أن بداية هذه الحملة كانت:”حين افتتح المدون عبدالله العساف رابطا مرجعيا “هاش تاج” باسم المفقود ليكون نقطة تجمع إلكترونية، فيما تطورت حملة البحث لتصل إلى إلصاق مناشير ورقية في المواقع العامة بغية الوصول إلى المسن المفقود”! لقد تحول الشباب إلى خلايا عمل تطوعية، وكونوا غرفة عمليات للتواصل، ومسحوا مناطق الرياض، بحثاً عن المسن المفقود، لأيام، حتى تحققت النتيجة الإيجابية بحمد الله ثم بفضل هؤلاء الشباب الذين يدعونك للفخر بهم، والاعتزاز بأخلاقياتهم وبذلهم وأصالتهم.
بين هذين النموذجين، النموذج السلبي والإيجابي، نموذج التفاهة والتزييف للحسابات وانتحال شخصيات الآخرين، ونموذج إيجابي حين يكون الناس فاعلين مدنياً، ينشرون ما يفيد المجتمع، وحين انطفأت الكهرباء قبل أمس ليلاً بعد أن اقترب موعد مباراة “ريال مدريد وبرشلونة” انتفض مجتمع تويتر ليخبر الناس بسبب الانفصال وموعد رجوع الكهرباء والأحياء التي شملها انطفاء الكهرباء، وذلك بالتأكيد قبل أن يصرح أي مسؤول في شركة الكهرباء، على أننا يجب أن نقدر للرئيس التنفيذي للشركة اعتذاره عن الانقطاع، فالاعتذار ثقافة يجب علينا أن نشيعها عند المسؤول قبل المواطن العادي.
هذا هو مجتمع تويتر الذي نحبه …. إنهم التويتريون الإيجابيون!