من الذي لم يسمع أو يشاهد مسرحية “مدرسة المشاغبين”؟!
تلك المسرحية التي كانت مفرخة لأهم الفنانين المصريين، من عادل إمام، إلى سعيد صالح، وصولاً إلى أحمد زكي ويونس شلبي وسهير البابلي. كاتب تلك المسرحية هو الأستاذ:علي سالم، الكاتب الإشكالي الذي يطرح في كتاباته، وفي كتبه ومسرحياته إشكالاتٍ كثيرة، من التطبيع إلى السلام إلى النقاش حول التطرف. ولديه كتابات ساخرة سيطبعها في كتاب يحمل اسم “اعترافات زوج”. ومع أن تلك المسرحية ناجحة لكنه لا يعتبرها الأفضل بل يعتبرها المسرحية الأكثر “حظاً”.
لديه آراء مؤيدة للتطبيع مع إسرائيل، وهو ممن اشترك مع “جماعة كوبنهاجن” وتعرض لمضايقات كثيرة، زيارته لإسرائيل كانت على سيارته الخاصة سنة 1994 وألف على إثرها “رحلة إلى إسرائيل”، المؤلف الذي أثار الجدل والحديث في مصر والعالم العربي. تمت مضايقته بسبب مواقفه تلك، لأنه يرى أن التطبيع حالة عادية لأنها جزء من مفهوم العلاقات الطبيعية بين البشر. يقول في كتابه التطرف وثقافة السلام ” ربما يكون عدد كبير منا قد اكتشف الآن أن السلام العربي الإسرائيلي من المحتم أن يسبقه سلام آخر ربما يكون الأكثر أهمية هو السلام الفلسطيني – الفلسطيني. فبغير حكومة فلسطينية واحدة تلتزم بمفردات السياسة كما تعرفها الدولة المعاصرة، من المستحيل الوصول إلى سلام مع إسرائيل”.
قرأ في حياة البشر وكتب “الحواديت” والقصص الشعبية ويتناول بالنقد العلمي بعض الأفكار والمعتقدات الخاطئة، في رحلته مع القراءة يقول” أنا من عشاق المؤرخ الأميركي ول ديورانت وأعترف بأن كتابه قصة الحضارة كان له التأثير الأكبر على تفكيري وفهمي للتاريخ والبشر والحياة”، متفائل بالحياة، ومقتنع بقوته الجسدية والمعنوية، يصف نفسه قائلاً “لا تندهشوا عندما أقول لكم إنني تخطيت الستين بينما مظهري لا يوحى بأنني قد تجاوزت الخامسة والثلاثين. فجسمي قوي. وأنا قادر على سحق ثلاثة من شباب هذه الأيام بضربة واحدة من قبضة يدي”.
قلتُ: وهو الآن في الخامسة والسبعين من عمره حفظه الله، وقد علّم جيلاً فنون الضحك وما كتبه في مؤلفه “أعمدة الضحك السبعة”، يعتبر فسحة للتأمل والتثقف، فهو يجمع بين المعلومة والفكرة والحدوتة، مع أنه يكتب سياسة وفكرا وثقافة، لكنه كاتب ومؤلف مسرحي من الطراز الرفيع. شكراً أيها المشاغب علي سالم.