رؤوف شحوري
عانى كثيرون من السمنة ونجحوا في تخفيف وزنهم بنسب متفاوتة الى النصف، أكثر أو أقل، غير أن تجاربهم بقيت فردية وشخصية، ولم يشاركهم في معاناتهم الا الأقربون ومن هم على تماسٍ يومي معهم. الاعلامي فقط يستطيع ان يحول هذه التجربة الى عنوان وكتاب سريع ممتع.وهذا ما فعله الزميل تركي الدخيل في كتابه (ذكريات سمين سابق) (مكتبات ونشر العبيكان 108 صفحات من الحجم المتوسط). من الانطباعات السائدة في المجتمعات العربية ان المرأة السمينة تمتاز بجمال الوجه، والرجل السمين بخفة الدم، والزميل الدخيل جمع بين الميزتين: بهاء الطلعة وظرف الحديث. وقد وثّق تجربة انتقاله من أصحاب الأوزان الثقيلة (180 كلغ) والى أصحاب الأوزان الرشيقة نسبياً (90 كلغ)، في كتاب تميز أيضاً برشاقة الأسلوب والظرف والسخرية اللطيفة غير الجارحة، من الذات ومن ظاهرة السمنة نفسها.
خلاصة تجربة تركي الدخيل في كتابه انه انتقل من صيغة المثنى الى صيغة المفرد، اذ كان يشعر بأنه رجلان مندمجان في رجل واحد: وزنه مضروب برقم 2، وملابسه تكفي لالباس رجلين، وحتى سفره بالطائرة يحتاج الى مقعدين متجاورين مفتوحين على بعضهما بعضاً، أو الى مقعد مريح يتسع لاثنين ولكن في الدرجة الاولى…
الكتب تضم عادة اهداءً تقليدياً الى شخصية مهمة ومؤثرة يخصها الكاتب بتحية. وتركي الدخيل خصص اهداءه الى (الميزان) الذي حمله وتحمله في حالاته المختلفة.
الكتاب يستحق أن يُقرأ… وهو مفيد لمن يعنيه الأمر.
عن جريدة الانوار اللبنانية
30/3/2006