أجمل أبيات قالها فيسلوف الشعراء وشاعر الفلاسفة أبو العلاء المعري ضمن سلسلة من تسابيح أبي العلاء، أبيات تكشف قلق ذاك الذي يخالف عصره متوحدا ومتحدا في رؤيته وموقفه مشكلا علامة فارقة ومنيرة الطريق أمام الإنسان.
يقول في هذه الأبيات المختارة
لو اتّبَعُوني، وَيحَهُمْ، لهديْتُهُمْ … إلى الحقّ، أوْ نهجٍ لذاكَ مقاربِ
فقدْ عشتُ حتى ملّني، ومَللْتُه … زَماني، وناجتْني عيونُ التّجارب
إذا حانَ وقتي، فالمثقَّفُ طاعِني … بغيرِ معينٍ، والمهنّدُ ضاربي
وإنّا، من الغَبراءِ، فوقَ مَطيّةٍ … مُذَلَّلةٍ، ما أمكنَتْ يدَ خارِب
فمن لي بأرْضٍ رَحبْةٍ، لا يحلُّها … سِوايَ، تضاهي دارةَ المتقارب
فما للفتى إلاّ انفرادٌ ووَحدةٌ … إذا هوَ لم يُرْزَقْ بلوغَ المآرب
فحاربْ وسالمْ، إن أردتَ، فإنما … أخو السِّلم، في الأيّام، مثل مُحارب
كم بَلْدَةٍ فارَقْتُها ومَعاشِرٍ … يُذْرُونَ من أسَفٍ علَيّ دُمُوعا
وإذا أضاعَتْني الخُطوبُ فلنْ أرى … لِوِدادِ إِخْوانِ الصَّفاءِ مُضِيعا
خالَلْتُ تَوْديعَ الأصادِقِ للنّوى … فمتى أُوَدّعُ خِلّيَ التّوْديعا