البنية التحتية بالنسبة لأي مدينة هي الحاضر وهي المنطلق الذي تقفز من قاعدته إلى المستقبل. والمدن تحتاج إلى التعليم والصحة والخدمات بأنواعها، وإلى النقل العام الذي يفتقد بشكل شبه تام في السعودية! غير أن الذي يلفت نظري أحيانا قلة الجسور الخاصة بالمشاة. لا تكاد تجد في الشوارع الرئيسية إلا جسرا أو اثنين. وقد رأيتُ بأم عيني العجائز والأطفال والصغار والكبار وهم يجتازون الشوارع بكل خطورتها على أقدامهم. والحوادث التي تجتث حياة الكثيرين بسبب فقدان الجسور الخاصة بالمشاة للأسف في ازدياد. الغريب أن بعض تلك الجسور تستمر لعدة أشهر وهي تبنى، وعلى قلتها غير أنها تبنى بشكل بطيء جدا، ولا تسأل عن المبالغ التي تقتطع من أجل جسر مشاة عادي تكاليفه عادية.
جسور المشاة كلها تقريبا لم يوضع فيها مسار للعربات، بعض الناس يسيرون بعرباتهم في المشاوير الطويلة، ولكن للأسف لم يؤخذ هذا الشيء بالاعتبار. يمكن أن توضع مصاعد في جسور المشاة، أو أن توضع مسارات خاصة بالعربات على الأقل. مع أن المصاعد لن تكلف كثيرا. علينا أن نفكر بذوي الاحتياجات الخاصة، والذين لا يطيقون المشي أحيانا. وأذكر هنا بالمداخل للمؤسسات والدوائر الحكومية والتي لا تأخذ بالحسبان تلك العربات التي يحتاجها الكثيرون.
الرؤية حين تكون مستقبلية ومدروسة بشكل دقيق تأخذ كل الاحتمالات والاحتياجات. وهذا ما لم نستطعه في كثير من مشاريعنا مع أن لدينا وزارة تخطيط كاملة قائمة بشحمها ولحمها.
أتمنى أن توضع مشاريع خاصة بالجسور للمشاة، فالوضع خطير للغاية، هناك حوادث تواجه الأطفال وهم يجتازون شوارع سريعة، وكل فرد يتضرر مسؤوليته على الوزارات المعنية. الجسور هذه توجد في كل المدن الحيوية بالعالم، ولا داعي لأن نتسولها من هذه الوزارة أو تلك. ولا أطالب بمشاريع مليارية من أجل جسور مشاة، بل أن يكون المشروع معقولا، حتى لا نكون مثل مشروع “ماء السبيل” الذي مثله في مسلسله عبدالحسين عبدالرضا بشكل كوميدي وبالغ الدلالة.
قال أبو عبدالله غفر الله له: العالم يتقدم ونحن نتحدث عن أولويات، متى نكمل أولوياتنا لنطالب بالكماليات والأشياء التفصيلية؟! أليس لدى المسؤولين عن هذه الطرقات أي رد على هذا الطلب المهم؟! لماذا لا تضعون في كل شارع فيه حركة كبيرة جسر مشاة لحفظ أرواح الناس؟! هل هذه مسألة صعبة علينا؟.