في الأسبوع الماضي أقامت فنادق دبي تجربة للسلامة، من خلال تشغيل صفارة الإنذار بعد تنبيه الساكنين قبل التجربة بيوم، وذلك لترسيخ معنى أمن السلامة في الفنادق كافة. صديقي يقول كلما أشحنا ببصرنا عن دبي حتى لا نضطر للمقارنة فاجأتنا بصرعاتٍ جديدة تجبرنا على التغزل بها وبتبخترها.
في كل بناية بدبي أدوات للسلامة التامة، وفي كل شقة أو غرفة أو أستديو صفارة للإنذار، وأداة إطفاء الحريق. هذه الاحتياطات لم نطبقها بعد في المدارس والجامعات والأماكن التي يتكدّس بها البشر فضلاً عن البيوت والبنايات، وهذا أمر مؤسف ونذير خطر محدق.
من الواجب على الوزارات أن تعيد النظر بأدوات السلامة المتبعة في المباني. وأخص بالذكر وزارتي التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي، ومن ثم تبعاً لهما بقية القطاعات والوزارات الأخرى.
في تقرير نشر في “العربية. نت” عن وسائل السلامة، جاء فيه: “في استطلاع عشوائي قامت به “العربية. نت” لبعض المدارس في مدن الدمام والخبر والجبيل بالسعودية، كانت5 من 11 مدرسة تفتقد لأبسط وسائل السلامة، مثل طفاية حريق صالحة للاستعمال. كما اكتشفت “العربية. نت” أن هناك معلمات يجهلن مكان طفايات الحريق، و4 من كل 11 مدرسة مخارج الحريق فيها إما مقفلة بمفتاح موجود عند الإدارة، أو مسدودة أبوابها بطاولات تعيق الخروج، وقد صرَّحت لـ”العربية. نت” إحدى المسؤولات في وزارة التربية، فضلت عدم ذكر اسمها، بأن مخرج الطوارئ للإدارة التي تعمل فيها بالوزارة مسدود بـ”كومة من الخردة”!
تخيلوا! كومة من الخردة في مخرج الطوارئ!
إذا تذكرنا حادث 11 سبتمبر الذي راح ضحيته ثلاثة آلاف، فلنأخذ بالاعتبار أن معظم الناجين استفادوا من مخارج الطوارئ، ووسائل السلامة، ومن التعليمات التي تعطى لهم والسلالم المرسومة بالخريطة على الأبواب. إن كومة من الخردة على مخرج الطوارئ ربما تسبب تلف أرواحٍ عديدة مع نشوب أي حريق، وهذا يعبر عن استهتار بالأرواح، فالأحداث حين تأتي لا تستأذن وإنما تبغتنا فجأة، وهذه ميزة الاحتياط والاستعداد.
قال أبو عبدالله غفر الله له: لا بد للمؤسسات والوزارات البدء بخطة للأمن والسلامة، وتوفير مخارج طوارئ جاهزة لأي طارئ، لأن هذه أبجدية من أبجديات إنشاء أي مبنى، والإهمال للمباني التي تضم عشرات الأرواح يعني الاستهتار بالحياة وعدم إعطاء الحياة قيمتها التي تستحق، فهل نحن مستعدون؟!