“سيد الحوار” السفير القادم من بوابة “صاحبة الجلالة” مرتديًا مشلح الدبلوماسي
“الدخيل” ورد ضمن 100 شخصية عربية مؤثرة و”إضاءات” نقطة التحول
برز اسم “تركي بن عبدالله الدخيل” كأحد أبرز السفراء الذين أدوا القسم أمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ظهر اليوم، لينتقل الدخيل من العمل الإعلامي إلى العمل الدبلوماسي، بعد إعفائه من منصبه كمدير لقناتي “العربية” و”الحدث” يناير الماضي في أكبر عملية غربلة قامت بها مجموعة mbc، وخلفه في المنصب نبيل الخطيب وسبقه في الإدارة عادل الطريفي.
“الدخيل” الذي انخرط اليوم رسميًا بالسلك الدبلوماسي تاركًا وراءه إرثًا إعلاميًا زاخرًا امتد لحوالي ٣٠ عامًا، متنقلًا بين حقول الإعلام بالصحافة الورقية والتلفزيونية والإذاعة والكتابة الصحافية؛ بدأها مراسلًا رياضيًا هاويًا قبل أن يحترف الصنعة ويصبح أبرز رواد الحراك الإعلامي والثقافي في السعودية.
وكانت الصحافة المكتوبة هي مرحلة التأسيس والبناء لإعلامي شقّ طريقه نحو النجومية منذ مراحل مبكرة من عمره، كان متيّمًا بالمهنة محبًا لها، يقتني المجلات في طفولته، وللمناخ الأسري دور في صقل موهبته؛ فهو الابن الأكبر لأسرة تجارية متعلمة، فكبر وترعرع في الرياض، ودرس فيها حتى نال البكالوريوس في الدين، ثم الماجستير، ليدلف بعدها أبواب الصحافة الورقية، وينتقل للإذاعة، فعمل في إذاعة مونتي كارلو، ثم إذاعة أم بي سي أف أم.
وواصل مشواره كاتب زوايا يومية وأسبوعية في صحف محلية وخليجية؛ كالوطن السعودية والبحرينية وعكاظ، وساهم في تأسيس قناة العربية إحدى أبرز المحطات الإخبارية بالوطن العربي، ووافقت فترة رئاسته “العربية” إطلاق العمليات العسكرية باليمن “عاصفة الحزم”، فسحبت البساط من بقية المنصات الإخبارية التلفزيونية.
وتجدد إبداعه مع إطلاق برنامجه “إضاءات” ٢٠٠٣ الذي توقف ٢٠١٣، وقد حاور من خلاله النخب الفكرية وأقطاب السياسة والإدارة، وجذب البرنامج ملايين المتابعين، وفاز بجائزة أفضل برنامج حواري، فكانت “إضاءات” نقطة تحول للدخيل في مسيرته، وعُرف من خلالها قبل أن يتوقف بعد ترشيحه لإدارة قناة العربية، كما أنه حائز على لقب “سيد الحوار”، وجاء ضمن أقوى ١٠٠ شخصية عربية مؤثرة.
وتوقف “الدخيل” مؤخرًا عن إدارات الحوارات التلفزيونية لانشغاله بإدارة القناة، لكن قلمه ظل يسيل على غلاف الصحف اليومية يناقش قضايا سياسية واجتماعية.
وعلى الرغم من توقفه عن الحوارات كان حاضرًا بحسه الصحافي، فكان أول من نال شرف محاورة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان سنة ٢٠١٦ عندما كان وليًا لولي العهد، ومن ذلك اللقاء تكشفت أجندة “رؤية ٢٠٣٠”، وتحدث ولي العهد عن أهم محاور الرؤية مثل: اكتتاب أرامكو والبطالة والإسكان والدعم الذي كان يستفيد منه طبقة الأثرياء، وحقق ذلك اللقاء أكبر مشاهدة للتلفزيون بالمملكة.
ولم يتوقع “سيد الحوار” أن يبتعد عن “مهنة المتاعب”، وأن يعمل بوظيفة غير الصحافة، حسبما أدلى به في لقاءاته التلفزيونية، لكنه انخرط اليوم في الدبلوماسية كسفير للسعودية في الإمارات البلد الحليف والجار، التي يقيم فيها منذ حوالي ٢٠ عامًا مرتديًا مشلح الدبلوماسي القادم من بوابة “صاحبة الجلالة”، ليأخذ قسطًا من الراحة عن الركض الصحافي بعد أن خاض معاركها دون ملل أو كلل.