مل الشباب السعودي من الانتقادات التي توجه ضدهم بمناسبة وبدون مناسبة، وإقحامهم ضمن صراعات سخيفة أحياناً ونفعية أحياناً أخرى. وهي انتقادات حتى وإن كان بعضها صائبا أحياناً غير أنها يجب ألا تكون هي الأسطوانة الوحيدة المسموعة. أحد المشايخ اعتبر “الشباب المطاوعة”، حسب تعبيره فقط هم الذين ينجدون “المغرّزين” في البراري والقفار، مستخدماً تمييزاً أعتبره غير موفق بين الشباب السعودي. كأن “غير المطوع” مواطن درجة ثانية. مع أنها كلها اجتهادات فقهية ولا يصح لأحد أن يتألى على الله بقربِ أحدٍ أو بعده من الدين. الشباب بأغلبيتهم نشطاء، وأحداث الإنقاذ في غرق جدة الأول والثاني، وغرقى حائل، كلها أثبتت أن الشباب الذين يلبس بعضهم “الكبك” ويضع “العقال” ويحلق “لحيته”، لهم أدوار إيجابية في الإنقاذ والأعمال الإنسانية، لهذا أعتب على الشيخ في خطبته أنه ميّز هذا التمييز الثنائي الحدّي، وأعذره لأنه كان غاضباً كما بدا في مقطع الفيديو على “اليوتيوب”، دون أن أعرف سبباً لهذه الغضبة الهوجاء، على منبر ديني مقدس!
الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و”تويتر” وضعوا شبكة متكاملة للبحث عن “فيصل”، الطفل السعودي الذي كان تائهاً في الظهران، وأهله يبحثون عنه بحماس شديد. علاء المنشاوي كتب في موقع “العربية.نت”: “ربما لم تدر بخلد مؤسسي شبكات التواصل الاجتماعي سواء تويتر أو فيسبوك هذه الأدوار الجديدة التي تلعبها في واقعنا العربي انطلاقاً من سهولة التواصل مروراً بالثورات التي لعبت فيها دوراً رئيسياً سواء في تونس أو مصر أو اليمن، الدور الشرطي لشبكات التواصل الاجتماعي يعد أحدث ما يمكن أن تقوم به، خاصة في مجتمعاتنا العربية والتي تعتبر حديثة العهد نسبياً بهذه الشبكات، حيث تم العثور على فيصل بن جمعة “طفل الشرقية المفقود” عند حي الربوة بعيداً عن المكان الذي فقد فيه (حي الدوحة) بعد مشاركة مجموعة كبيرة من نشطاء الشبكة الاجتماعية في البحث عنه”!
بالتأكيد، لم يدر بخلد أحدٍ أن يكون لهذه التقنية المتنامية والتي تزدهر يوماً بعد يوم كل هذا النشاط الإيجابي، كانت معظم “برامج التواصل” مثل الماسنجر وغيره على الإنترنت مضيعة للوقت في الغالب، لكن “مواقع التواصل” الاجتماعي اليوم، وبخاصةٍ “تويتر”، الموقع الذي أغرق فيه وأتابع الكثير من القضايا من خلاله ومن خلال ما يطرح عبره، بات يشكل فتحاً مبيناً في عالم التواصل. ليتنا نستفيد إيجابياً وننمي الثقافة المدنية والإيجابية الذاتية في التعامل مع مثل هذه المواقع، فقد أثبت الشباب السعودي أنه إيجابي في تعامله مع التقنية ومع “تويتر” وأن الإيجابية ليست حكراً على تيارٍ معين، أو حزب معين، بل إيجابية عامة تشمل كل الشباب بشتى أشكالهم وانتماءاتهم وطوائفهم!