لا يمكن لأحد أن يستوعب زواج طفلة صغيرة بمسنّ كبير يتزوج بعد أن يضع في جيب والد الطفلة الجشع دراهم معدودة.
بعض الآباء لا تعني بناتهم لهم شيئاً. حالهم كحال الجاهليين إذا بُشّر أحدهم بالأنثى ظلّ وجهه مسوداً وهو كظيم.
وكاتب هذه السطور منذ سنة كتب مقالات كثيرة عن هذه الكارثة والآفة. وكنتُ ناشدتُ المفتي بأن يتدخّل لحسم هذا الجدل، ولا أظن أننا سنجد بمن هو في حكمة المفتي وحنكته ودرايته بمستوى خطر هذه الكارثة.
إن فكرة الزواج ببساطة أن تسلّم الأطفال لشهوات الكبار.
يكفي أن أمين هيئة كبار العلماء الشيخ: عبداللطيف آل الشيخ انتبه لهذه الكارثة. يقول في حوار معه: “والذي يشاهد حال الناس اليوم وضعف الوازع الديني والأخلاقي عند بعضهم لا بد وأن يرى ضرورة تحديد سن زواج للقاصرات لدفع الظلم الذي يراد إيقاعه عليهن لضعفهن وقلة حيلتهن أو استغلال حاجتهن أو حاجة أسرهن.
وأرى أن الحاجة لمثل هذا التقييد ملحة وتوجب سرعة البت فيه وتطبيقه. ولا يخفى ما حصل لتنظيم وتقييد السماح بالزواج من الأجنبيات من اعتراض في بداية الأمر وأثبتت التجارب جدوى وفائدة هذا التقييد، والذي يعتبر من تقييد المباح شرعا للمصلحة العامة”.
قلتُ: وهذا هو مربط الفرس أيها السادة؛ إن نعرف أن أجساد الصغيرات ليست ملكا لكم أيها الآباء بل ملكا للإنسانية. ولا يجب أن نظهر للعالم على أننا أقل إنسانيةً منهم.
فلو كان هؤلاء الآباء مع قلة المسؤولية هذه في أمريكا أو أوروبا لنزعت الولاية منهم. الكثير من المآسي النفسية والاجتماعية تبدأ من تزويج الطفلة لمسنّ، وما إن تهرب منه حتى تبدأ مشكلتها النفسية، وقد حدث هذا مع نساء أصبحن يكرهن الرجال بسبب هذا الفعل الشنيع، وهل هناك أبشع على نفسها من أن يبيعها والدها ـ ذلك الكيان الحبيب الحنون الذي صاحبته ووثقت به منذ الصغر ـ إلى مسنّ شهواني فاحش.
أظنّ أن الأوان قد حان لأخذ زمام المبادرة من هيئة كبار العلماء أن تتحفنا بفتوى واضحة مفصّلة حول هذه القضية، وبخاصة أن أمينها لديه الخبرة الكاملة بأهمية هذه القضية اجتماعياً.
جميع الحقوق محفوظة 2019