يروى أن مؤسس الإمارات الوالد الشيخ زايد بن سلطان ،رحمه الله، سئل عن أثر خير بلاده الذي يصيب الأجانب الذين يشكلون حينها نحو (85٪) من سكان البلاد، فقال حكمة لا يعيها ويعمل بها إلا الكبار: «الرزق رزق الله، والمال مال الله، والفضل فضل الله، والخلق خلق الله، والأرض أرض الله، ومن توكل على الله أعطاه الله، ومن يبينا وهو يعمل ويتوكل على الله حياه الله».
إذا تجولت في العالم، ستجد للإمارات حضورها، ومعالمها الإنسانية، إذ شملت خيراتها أنحاء العالم… مستشفيات، ومجمعات سكنية، ودعم للتعليم، ومبادرات اقتصادية وتنموية في كافة الأرجاء.
آمن الشيخ زايد رحمه الله، بأن الخير الذي منح الله الإمارات به، من الرائع أن يحظى العرب والمسلمون منه بسخاء، تلك هي أسس الخير. من هنا اعتمد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الشعار الرسمي لـ«عام الخير 2017»، لتستخدمه الجهات المحلية والحكومية والإعلامية في جميع الحملات، والبرامج، والمبادرات الخاصة بعام الخير، خلال عام 2017.
شعار الحملة يعكس محاور عام الخير الثلاثة، وهي: المسؤولية الاجتماعية، والتطوع، وخدمة الوطن إضافة إلى عام 2017.
الوزير محمد القرقاوي، رئيس اللجنة الوطنية العليا لعام الخير، علّق بأن كلمة «الخير»، تشكل مرتكز الشعار، حيث صمم حرف «الراء»، فيها على هيئة سعفة شجرة نخيل، لما تمثله النخلة من قيمة معنوية، وثقافية كبيرة في دولة الإمارات، واقترانها بهوية الدولة، وجغرافيتها، وتراثها.
أضاف: «لقد روعي عند تصميم الشعار، تضمين خصوصية دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال اختيار سبع وريقات في السعفة على كلا الجانبين، حيث تمثل تلك في أحد الجانبين، عدد إمارات الدولة السبع، التي تشكل في ما بينها وحدة متناغمة، في حين تشير الوريقات على الجانب الآخر إلى مساهمات الناس في إمارات الدولة السبع، وضمن أطياف المجتمع الإماراتي كافة في مبادرات وبرامج» عام الخير»، بحيث يكون الجميع طرفاً في صناعة الخير وفي تلقيه.
اختير اللون الأصفر المائل للذهبي للسعفة، لأسباب عدة، فالأصفر هو لون الشمس، أي بداية يوم جديد، وهو رمز الأمل، والفرح، والسعادة، والطاقة الإيجابية، والتفاؤل.
هذا شرح باختصار لمن لا يعرف ما وراء شعار الخير، وتلك هي أهدافه، بالخير، والنخلة، ولون الشمس. قررت الإمارات أن يكون العام الحالي عام خيرٍ لايخصّ وإنما يعم!
أما الخير للداخل، فهو واضح صريح، ولكن ماذا عن المساعدات الإنسانية؟ وخير الإمارات لدول العالم؟!…ماذا عن ثمر نخلة الخير المنثور في الأرجاء؟!
في ملف متكامل، نشر بموقع وزارة الخارجية الإماراتية، بتاريخ 17 أبريل 2016، تضمن رصداً للمساعدات الإنسانية الإماراتية بالعالم، بلغ إجمالي المساعدات 22.64 مليار درهم إماراتي.
من بين إجمالي 150 دولة حصلت على مساعدات من دولة الإمارات خلال عام 2014، يوجد منها 114 دولة مؤهلة للحصول على مساعدات إنمائية رسمية، تشمل 44 دولة من البلدان الأقل نمواً.
تم تقديم غالبية المساعدات الإماراتية (86.4٪) لصالح مشاريع تنموية، بينما تم تقديم (10.7٪) منها، كمساعدات إنسانية و(2.9٪) في صورة مساعدات خيرية. علاوة على هذا، التزمت الجهات المانحة الإماراتية بتقديم 10.88 مليارات درهم إضافية، لدعم المشاريع التنموية، التي سيجري تنفيذها في المستقبل.
شملت المساعدات الإماراتية دولاً عربية مثل المغرب، ودول أخرى مثل الفلبين، وتشكل الـ150 دولة موضع الدعم الإماراتي، خليطاً من الديانات والبشر والأعراق.هذا هو الخير العميم… يجري كالنهر… متجدداً بلا توقف… إيماناً من الإماراتيين حُكاماً، ومجتمع بأن اللقمة التي بيدك تتسع لجارك، والتزاماً بالقيم الإنسانية الأصيلة الحاثة على الإنفاق والبذل.
هذه المرة جاء مشروع الخير، ليكون برنامجاً تنموياً شاملاً، بشعار النخلة الشامخة بتمرها وبسرها.
نتمناها سنة خير وأمن على هذا البلد الطيب. وعلى كل بلاد الدنيا.