“صالح كامل” من أكثر أسماء أثرياء العرب كاريزما وحضوراً. جمع بين الرؤى الاقتصادية والثقافية والدينية، له في كل قضية رأي، لأنه مثقف قبل أن يكون مليارديراً. تحبه الصحافة بتصريحاته النارية والساخنة، دخل مجالات البنوك والرياضة والإعلام والفكر الديني والاقتصاد الإسلامي وكان مبدعاً ومؤثراً على تلك المجالات.
صفقاته الرياضية هزّت الناس، ما بين مرحب برحيل هيمنته عن النقل الحصري لبطولاتٍ كثيرة بأسعار يعتبرونها عالية، وبين مستغرب أن يكون هذا العملاق الاستثماري قد ركن إلى الاستسلام بعد أن صعدت امبراطوريات جديدة في الإعلام الرياضي.
يقول عن تلك الصفقة: “المنافسة بين أبوظبي الرياضية وبين الجزيرة الرياضية جعلت استثماره الرياضي في مرحلة احتضار”. دخل الإعلام: “بعد أن اتضح له أن المسؤولين عن الإعلام في العالم العربي لايحملون رسالة”.
اتهمته جهات دولية بدعم الإرهاب، لكن لم يزد على أن قال:”إن الحكومة الأميركية وضعت اسمي ضمن القائمة الذهبية لتمويل الإرهاب، وأنا قلت لهم إذا كنت أنا في القائمة الذهبية فالمخابرات الأمريكية في القائمة الماسية، لأنها كانت تدعم أسامة بن لادن والمجاهدين الأفغان”. ويكرر باستمرار أن دعمه لأفغانستان اقتصر على إنشاء الجامعات والمدارس والمستشفيات.
أما عن جهده الأكبر فكان في تأسيس المصرفية الإسلامية، مع أنه يعيب عليها الانحراف عن مسارها، مع أنه كان أحد ثلاثة رواد في العالم قادوا المصرفية الإسلامية. وبدأ مشواره في السبعينات بثلاثة ملايين ريال، وتضاعفت تجارته- كما يقول -حتى بلغت 300 مليون ريال في عامين. يتهم صالح كامل القائمين على البنوك التي تروج لمنتجات الاقتصاد الإسلامي بأنهم لايفقهون في المصرفية الإسلامية شيئا. وأنهم استثمروا ودائع الناس التي تصل إلى 300 مليار دولار حول العالم، مستغلين العاطفة الإسلامية. ولكنهم قصروها على شراء وبيع السلع الدولية متناسين الرسالة والهدف في تجارة لاتوظف عاملا ولا تفتح بيتاً.
قال أبو عبدالله غفر الله له: بل إن صالح كامل له رأي حتى في الاختلاط، ويقول إنه أنشأ قبل 25 عاما مصنعا للملابس بمدينة جدة، وكان خاصاً بالنساء وساعد في توفير 350 وظيفة، ولكن هيئة الأمر بالمعروف وإدارة العمل في جدة قامتا بإغلاقه منعاً لتوظيف النساء!
تلك بعض عوالم وآراء صالح كامل الشخصية الجادة والعملية والتي لا تكفّ عن الإنجاز وإثارة الجدل.