رشقني البعض بتهم انتماء رياضي نصراوي، بعد أن كنتُ أُرشق بالانتماء الهلالي إبان عملي في الصحافة الرياضية وهي مرحلة جميلة أعتزّ بها. بمجرد كتابتك عن قامة وطنية شامخة مثل ماجد عبدالله تتحول إلى “نصراوي” مليء بالآثام. المهم في مقالتي “هكذا عذبتُ الأزرقين” أن صحيفة (شمس) التي نقلتُ عنها الخبر لم يصرّح لها الأستاذ: عبدالله ثابت أبداً، كما لم يصرّح لها ماجد. أصل الخبر صحيح، هناك كتاب يعدّه الشاعر عبدالله ثابت عن الكابتن ماجد عبدالله.
عبدالله ثابت بعث لي برسالة توضيحية أبان فيها عن عدد من الأمور: “أولها أنه لا أنا ولا ماجد قمنا بالإدلاء بأية تصريحات لأية صحيفة، والثاني أن الصحفيين اللذين نشرا الخبر ـ سامحهما الله ـ لم يعودا لي ولماجد، والثالث: أني لا أعرف شيئاً عن العنوان الذي وضعاه وهو “هكذا عذبت الأزرقين”، فهو عنوان لا يليق بي ولا بالكابتن ماجد عبدالله الانزلاق إلى هذا الخطاب المسيء للهلايين، فريقا وجماهير، أو لبلد كريم له كل التقدير، مثل الكويت، كما أن في هذا العنوان إساءة لشخصينا، فلا موقعي كصاحب قلم وفن ولا وعيي يسمح لي بالمساس بأحد، ولا تاريخ ماجد ولا سيرة رمزٍ وطنيٍ كبير مثله يمكن اختزالها في هذا التنافس الضيق والمحدود. والرابع: إنني والكابتن ماجد بالفعل نشتغل على كتاب عن حياته منذ سنة، ولم نتفق على أي عنوان اتفاقاً نهائياً بعد، وإن كان أكثر ما يلوح أمامنا هو: (سنوات سمراء.. 9 .. ماجد أحمد عبدالله)، وقد قطعنا شوطاً طيباً من الكتاب الذي يتناول حياة ماجد بشقيها الإنساني والرياضي، وأي نفسٍ وموهبةٍ كبيرة أمكنها أن تملأ قلوبنا بالفرح كل تلك السنين. أخيراً بقي أن أحيطك بأن كل ما كتبته إليك بالتفاهم بيني وبين ماجد، وهو يعبر عنّا معاً”.
قلتُ: وهذه هي قيمة التدوين الفني لسيرة اللاعب الرياضي، ولنا أن نتساءل في ظل وفرة اللاعبين، كم عدد الذين يمكن تحويل حياتهم وسلوكهم الفني وأدبياتهم وأخلاقياتهم إلى كتاب يتوارثه الناس؟ أتمنى على اللاعبين الشرسين الذين اشتهروا بالكروت الحمراء والخشونة وسوء الأخلاق أن ينظروا إلى أنموذج “ماجد” الذي صار رمزاً فنياً وكروياً ووطنياً بفضل أخلاقه، وسيرته الجميلة.
ماجد لم يكن يضرب أو يشتم أو يعترض، فقط يسجّل أهدافاً عديدة مكتفياً بالاحتفال بيده اليسرى. من السهل أن يكون الإنسان سيء الأخلاق، فقط يطلق العنان لنوازعه، لكن من الصعب أن يكون الإنسان حسن الأخلاق، هذا يتطلب دربة وطول تمرين. المفارقة إنني وأنا أكتب هذا المقال، تلقيت اتصالاً عاتباً من الزميل العزيز دباس الدوسري، أحد محرري الخبر ـ المشكلة، يعتب فيه علي أنني لم أذكر اسم جريدته، فعتبت عليه للخطأ، فقال لي: من حق الأستاذ عبدالله ثابت الرد، لكن لدي مصدري الذي يؤكد خبري. هل هناك عبدالله ثابت آخر، أو أنه ماجد غير ماجدنا؟!