أيها السيدات والسادة. اسمحوا لي، فهل أنا مختلف أو خارج عن السياق عندما أستغرب أن نقدم الشك على الثقة، والشر على الخير، ونعتبر أن الذكر بحسب الأطروحة التي تعتبر من هو دون السادسة من العمر إذا كان صبياً ذكرا سيقفز على معلمته الثلاثينية رغبة في هتك عرضها، هي وزميلاته من الصغيرات، ولذلك فوزير التعليم السعودي، أصبح اليوم هدفاً من أهداف حملة شعواء.
هل يمارس في لاوعيهم، بعض أنصار التيار الديني خلق شماعات تتنوع من يوم لآخر، فترمى عليها السهام، وتزفر الآهات إذا مر ذكرها، وكأنها البلدوزر الذي يدمر جدار الدين المتين، فمن غازي القصيبي، إلى تركي الحمد، إلى غازي القصيبي مرة أخرى، إلى محمد الطويل، ثم منصور النقيدان، فعادل فقيه، ثم فيصل بن عبدالله الآن!
إذا سمح وزير العمل ببيع النساء في محلات الملابس الداخلية النسائية، فهو الشيطان الأشر الذي يرتع في حياض الدين إفساداً له، وتخريباً لعفة نسائنا وبناتنا!
هذه الجيوش التي تدافع عن – وإن بحسن نية – حياض الدين، تعتبر أننا كائنات ليس في أذهانها إلا الجنس، والرغبة في الجنس الآخر، والمرأة والرجل كالبنزين والنار، ما إن يقترب أحدهما من الآخر، حتى ينتهك عرضه، ويحيل شرفه قاعاً صفصفاً لا ترى فيه عوجاً ولا أمتا!
ولنحافظ على المرأة التي هي “كتلة” خطيئة، من الرجل الذي هو “طن” رغبة، يجب أن نمنع الأطفال من الاحتكاك ببعضهم ما لم يكونوا ينتمون إلى جنس واحد، ونأمر البنت أن تستتر من والدها، حتى لا تغريه، فيهجم عليها، والأم أن تلتزم الأحوط فتتحجب أمام ابنها، حتى لا تثور فيه كوامن الشهوة (اللي على جريف).
كل ذلك صيانة للمجتمع وحماية للدين، وإذا لم نفعل فالتهديد للبلاد في أمنها، وللعباد من انفجار قلوب المؤمنين الغيورين الحريصين على دينهم!
الله يلطف بنا، ويفتح علينا بس!