في جواز كل سعودي كتبتْ هذه العبارة: “باسم ملك المملكة العربية السعودية أطلب من موظفي المملكة المدنيين والعسكريين وممثليها في الخارج ومن كل سلطة أخرى تعمل باسمها، ومن السلطات المختصة في الدول الصديقة، أن يسمحوا لحامل هذا الجواز بحرية المرور، وأن يقدموا له المساعدة”.
بمعنى آخر، فإن المسافر السعودي هو ممثل وسفير لبلده. هذه العبارة نسمعها منذ القدم في دعايات الجوازات، “كن خير سفير لبلدك”. لن أتحدث عن السعوديين إذا سافروا إلى الخارج، هل يتمثلون عبارة الملك تلك أم لا؟ لكن سأتحدث عن خبر طريف. خبر عن الدبلوماسيين السعوديين وإدمانهم على أخذ المخالفات المرورية.
فطبقاً لوكالة الأنباء الألمانية: “أفاد مسؤولون ألمان بأن الدبلوماسيين السعوديين والروس، هم أكثر مرتكبي المخالفات المرورية في ألمانيا. وبين رد الداخلية الألمانية على استجواب مقدم من الحزب المسيحي الديموقراطي أكبر أعضاء الائتلاف الحاكم داخل البرلمان الألماني، أن هؤلاء الدبلوماسيين حصدوا أكبر عدد من المخالفات المرورية خلال 2009. وجاء في المرتبة الثالثة والرابعة والخامسة الدبلوماسيون من كل من الصين ومصر وفرنسا على التوالي. ولم يوضح الرد عدد المخالفات التي ارتكبها المنتمون لكل سفارة على حدة. وجاء في الرد أن أكثر المخالفات التي يرتكبها هؤلاء الدبلوماسيون تتمثل في القيادة السريعة والانتظار في الأماكن الممنوعة.
هذه القائمة للمخالفين من الدبلوماسيين السعوديين تبيّن كم نحن خير سفراء لبلادنا! ليس شرطاً أن يكون الدبلوماسي هو السفير، لكن الذي أشير إليه كل طاقم الدبلوماسيين في الخارج، كيف يستهترون بالأنظمة؟ وكيف يلجؤون إلى الحصانات الدبلوماسية؟
قال أبو عبد الله غفر الله له: إذا كان السادة الدبلوماسيون السعوديون، ومن في حكمهم أكثر الناس شكاية من أخطاء السعوديين في الخارج، فإننا بحاجة إلى أن نذكرهم بما يكثرون علينا ترديده من أن السعودي هو خير سفير لبلاده.
الكل يطلب من الكل أن يكون خير سفيرٍ لبلده، لكن إذا كان هذا حال دبلوماسيينا ، فماذا ننتظر من الصغار والعاديين والسياح الذين لا تحصى أعدادهم وهم يسافرون كل صيفٍ إلى الخارج؟ بالتأكيد لن يكونوا أحسن حالاً من حال الدبلوماسيين المخالفين. وحتى لا نغرق في الاستعراض على بعضنا البعض وكأننا نتقاذف كرة اللهب، فإن ما يهمنا أن يعتاد دبلوماسيونا في الخارج على الالتزام بالأنظمة، وبخاصة وهم يوماً ما سيعودون إلى البلاد، ولن يجدوا أمامهم إلا (ساهر) بالمرصاد.
جميع الحقوق محفوظة 2019