نشرت جريدة “الوطن” بالأمس خبراً مخيفاً تناقله الناس بارتجاف، وقد جاء فيه ما يلي:” كشفت إحصائيات طبية متخصصة أن 70% من المعتدين جنسياً على الضحية وخاصة الأطفال هم من الأقارب، وأن الاعتداءات الجنسية لم توفر طفلة عمرها لم يتجاوز 18 شهراً. جاء ذلك في الورقة العلمية التي شارك بها طبيب الأطفال الدكتور سامي نجار في الندوة التي نظمها مستشفى النور أمس تحت عنوان “يداً بيد لنضع للعنف حد”، مشيراً إلى أن الإحصائيات تظهر أيضاً أن 20% ممن يمارسون الاعتداءات الجنسية يكونون من الأفراد المقربين من عائلات الضحايا، وعادة ما يكونون من السائقين والخدم وغيرهم، في حين نجد أن 10% من المعتدين من الغرباء”!
تخيلوا!… الأطفال! حتى الأطفال! كان الناس يعتبرون رقي المجتمع، أي مجتمع، يقوم على مراقبة تصرفات الناس واحترامهم للآخرين، ولا أدري كيف يمكن أن نصنّف نحنُ حين يراقب الآتي إلينا تصرفات وتعامل الناس مع الأطفال بوصفهم زهرة الحياة وزينتها، ومع المرأة بوصفها أم الرجال وأساس الحياة وملاذ الوجود! بالتأكيد سنكون راسبين في امتحانات كهذه، لهذا المجتمع الذي يقسو على الطفل من جهة ويتحرش به، أو يقسو على المرأة ويتحرش بها، هو مجتمع مسكون بالقسوة.
إلى اليوم يعيش الناس بازدواجية عجيبة، تجد “العربجي” يغلق الأبواب على أخواته كلهنّ، ثم يتأبط سيارته ليغازل بنات الناس! تجده يمنع كل من في بيته من رؤية الشمس، وهو يذهب في سفريات مشبوهة في كل مكان، تجده يمنع حتى أمه من التحرك والتنزه وهو يذهب إلى المراقص والملاهي الليلية، هل هذه الازدواجية من الدين أو العقل في شيء؟!
يا جماعة الخير، إذا أردنا أن نتطور فلنراجع سلوكياتنا، الناس تطالب بتغيير، وإصلاح وتصحيح، وهم لم يغيروا من طريقة تعاملهم مع الخدم وبائعي الخضار، ومع بناتهم، إلى الآن يطالبون الدخول في زمن التطور والديموقراطية وهم لم يعطوا السائق راتبه، ويأخذون رواتب بناتهم الموظفات ليضعوها في جيوبهم … هلاّ راجعنا أنفسنا بشجاعة؟!