تمثل هذه المختارات القصيرة من أشعار أبي تمام اتجاها أساسيا في شعره، ينزع فيها إلى الجانب الغنائي تارة وإلى الحسّي تارة أخرى ليعبر بذلك عن جانب مهم في تجربته الشعرية والحياتية قد يكون معاكسا لما عرف عنه من نزعة لشعر الحماسة والغوص اللغوي المركب.
بصوت د. علي بن تميم
فقال:
رَاحَتِي في البُكَاءِ حتَّى أَراكَا إنَّ لي منك شاغلاً عن سواكا
تعسَ الهجرُ والذي شأنهُ الهج ـرُ مِنَ النَّاسِ كُلهمْ حَاشَاكَا
أرشِدَني إلى رِضَاكَ فإني لستُ أدرِي ما حيلتي في رِضَاكَا!
وإِذَا قِيلَ منْ تُحِبُّ تَخطَّا لساني وأنت في القلب ذاكا
وقال:
أغارُ عليكَ مِنْ قُبَلِي وإِنْ أعطَيْتَني أمَلِي
وأشفقُ أن أرى خدّيـْ ـكَ نَصْبَ مَواقِع المُقَلِ
وقال:
اِستَزارَتهُ فِكرَتي في المَنامِ فَأَتاني في خُفيَةٍ وَاِكتِتامِ
اللَيالي أَحفى بِقَلبي إِذا ما جَرَحَتهُ النَوى مِنَ الأَيّامِ
يا لَها لَذَّةً تَنَزَّهَتِ الأَر واحُ فيها سِرّاً مِنَ الأَجسامِ
مَجلِسٌ لَم يَكُن لَنا فيهِ عَيبٌ غَيرَ أَنّا في دَعوَةِ الأَحلامِ