كان منظر أصحاب الفضيلة العلماء الحاضرين في الجلسة الافتتاحية لأعمال المجمع الفقهي الذي عقد أول من أمس في مكة المكرمة ونقلته (الوطن) مثيراً للانتباه والتعليق والتفكير قبل ذلك. مشهد كيف كان فضيلتهم يغطون في نوم عميق بدا سوريالياً، وسط فعاليات أعمال المجمع الفقهي، وكأن فضيلتهم يمتثلون لقول الشاعر:
يا قوم لا تتكلموا إن الكلام محرمُ
ناموا ولا تستيقظوا ما فاز إلا النومُ
وتأخروا عن كل ما يقضي بأن تتقدموا
عرضت لصاحبي وجهة النظر السابقة، فهاج وماج، وانتفخت أوداجه غضباً، وقال لي: ما أنت وجريدتك التي نشرت هذه الصور إلا منخرطون في مؤامرة تغريبية، ضد الشريعة وحملتها وأهلها والمدافعين عنها. إنكم تريدون أن تحولوا المجتمعات إلى مجتمعات لا تستند إلى دينها. إنكم تريدون أن تقطعوا الصلة بين الأمة وعلمائها، وتوسعوا الهوة بين حملة الشريعة والمحتاجين إليها، وتزيدوا الصدع بين مشاعل النور ومن يعيشون في الظلمة!
قلت لصاحبي: يعني هل نقول إن فضيلتهم لم يغطوا في سبات عميق؟ وإنهم كانوا في غاية اليقظة ومنتهى الفعالية وهم يناقشون المستجدات الفقهية والقضايا الشرعية؟
قال: لا. الكذب محرم بكل شرائع الدنيا!
قلت له: ماذا تطلبنا أن نقول. أنسكت عما رأته أمهات عيون العدسات والكاميرات؟!
قال لي: لا. واجبكم نقل الحقيقة كما هي!
قلت له: حيرتني معك. ماذا تريدنا أن نفعل؟!
قال: إنما أنا معترض على إيحائكم بأن نوم بعض أصحاب الفضيلة كان له شخير، والحقيقة أنه كان نوماً هادئاً!
كما أنه يؤكد حقيقة بشرية السادة العلماء وأنهم إذا سهروا ليلاً مثل سائر البشر، ينامون نهاراً!
قلت له مستغرباً: إذا سهروا مساء!
قال لي: نعم… لكن على مصالح الأمة وشؤونها وشجونها!