توماس روبرت مالتوس (13 فبراير 1766 – 29 ديسمبر 1834) باحث إنجليزي سكاني واقتصادي. اشتهر بنظرياته المؤثرة حول التكاثر السكاني. المعروف أن مالتوس لم يكن أول من بحث في نظرية نمو السكان؛ فابن خلدون بحث في ذلك منذ القرن الرابع عشر، حيث تحدث عن الصلة الوطيدة بين عدد السكان ومستوى الحضارة، لأن عدد السكان عامل مهم في تقسيم العمل وفي عملية النمو. ولكن فضل مالتوس هو في كونه وضع نظرية متكاملة في السكان. لقد ساهمت في نقل علم الاقتصاد إلى مراحل متقدمة؛ وبخاصةٍ عندما أشار إلى وجود عامل يجب دراسته إلى جانب الإنتاج والتوزيع والتبادل. مالتوس أول من أدخل عناصر الزمن والحركة في دراسة الفعاليات الاقتصادية؛ في وقت كانت هذه الفعاليات لازالت تدرس، وتحلل، على أسس سكونية راكدة، وبدخول عامل السكان في صميم السياسة الاقتصادية، تشكل علم خاص يرتبط ارتباطاً وثيقاً بعلم الاقتصاد وهو علم السكان. اللافت والمدهش أن آراء مالتوس عن الأزمة الرأسمالية بان أثرها على ما يعيشه البشر اليوم خاصةً بعد الأزمة الاقتصادية الأخيرة. نظريته حول السكان شرحها في كتابه الشهير: “أفواه كثيرة” وطبعه عام 1798 وتوقع فيه أن: “يؤدي ازدياد السكان في النهاية إلى مجاعة”. وأنه: “يجب إيجاد وسيلة مستمرّة لإيقاف ازدياد عدد السكّان، وأخطر الوسائل جميعاً التي يمكن أن يتوقف بسببها نمو السكان قلة الغذاء، فالرجل الذي جاء إلى الحياة ولا يستطيع الحصول على قوتٍ من والديه وإذا لم يرغب المجتمع بعمله فليس له حق في أقل جزءٍ من الطعام. كذلك يجب منع خطط الإسكان الشعبي لأنها تحثّ على الزواج المبكّر وبالتالي، فإن زيادة عدد السكّان لدى أي أمة تكون بالتناسب بين عدد السكان وكميات الطعام”. تتداول الزاويا الاقتصادية في الصحف الغربية هذه الأيام صحة نبوءة مالتوس بعد مرور قرنين على طرحها. أظن أنه لا بد من دراسة معادلة أعداد السكان في العالم العربي من أجل نزع إمكانية قيام حروب أهلية أو مجاعات. إن إمكانية نشوب حروب أهلية في الكثير من الدول العربية قائمة، ذلك أن هذا الازدياد المطرد في عدد السكان مع تضاؤل كميات الطعام وانتشار الأفكار المحفزة على الكره والعزلة والإنزواء تلك العوامل ترسم أخطر مستقبل يمكن أن يحدق بالبشرية وبدول العالم الثالث على وجه الخصوص.
جميع الحقوق محفوظة 2019