ثمة فئة من خلق الله ابتلاها الله بأن تكون كبعض أجهزة الإرسال، تبث ولا تستقبل.
الاستماع وحسن الانصات فن يفتقده كثيرون، لأنهم يعتقدون أن القيمة في الحديث فقط!
اذكر أن صديقاً نجيباً اختير وهو في ريعان الصبى ليكون ضمن مجلس اداري كبير، يتشكل من خبرات علمية وعملية، يتراوح متوسط اعمارهم ليكون ضعفي عمر صاحبي. فتردد صاحبي كثيراً، وأسر إلى من أبلغه قرار انضمامه لهذه النخبة بقلقه من مقارعة الكبار، فأسدى إليه خدمة اعتبرها قاعدة حياتية عندما قال له: عندما يعرض موضوع للنقاش، فلا تلق ما في جعبتك مباشرة، بل استمع لما يقوله الآخرون، فربما قالوا عنك ما يكفيك مؤونة تجشم عناء الحديث. فإن كان ما قالوه صواباً، فقد تحقق الخير، وإن كان خطأ تحمل القائل مسؤولية الخطأ!
الذي لا يعرفه أعداء الاستماع، هو أن القاعدة الرئيسية في فن الحديث تقول: لتكون متحدثاً جيداً، عليك أن تكون مستمعاً جيداً..
كثيراً ما يكون الاستماع خيراً من الحديث، وكم من شخص مهموم يريد أن يجد من يستمع إليه ليفرغ في أذن صاحبه شيئاً من همومه، ولو لم يقدم المستمع حلاً لمشكلته.
معظم المأزومين، لا ينتظرون حلولاً لقضاياهم، لكنهم يتمنون الحصول على من يجيد الإصغاء، ويحسن الاستماع، وفي الاستماع تفريغ لهم لا قبل للمرء به.
الاستماع يعلمنا التفاعل، ويغرس في نفوسنا الصبر، ويزيد في قدرتنا على التأمل والتحليل، والأهم من ذلك.. انه يؤكد أن هناك من يعيش معنا على هذه الأرض.