المهمة الرئيسة للوزير خدمة المواطنين. فهو المسؤول عن المجال الذي يرأسه. وزير المياه مسؤول عن المياه التي يشربها الناس ويستخدمونها، وزير الحج مسؤول عن تجهيز شؤون الحجيج، ووزير الزراعة مسؤول عن مزارع المواطنين والثروة الحيوانية، هذه بدهيات للأسف نضطر إلى التذكير بها دائماً.
وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم هو محل ثقة ولي الأمر، وضعه للاهتمام بالمواطنين وشؤون حقولهم وثرواتهم الحيوانية وكافة اختصاصات وزارة الزراعة. ظهر قبل أيام يبدو وكأنه منفعل قليلاً، ربما هو البرد الشديد.. لا أدري، لكنه كان يجيب بحدة، ولم يكن انسيابياً تلقائياً في الحوار بينه وبين الناس.
كان يمكن للوزير إقناع الناس الذين يسألونه بالحجة والمنطق، ففي أول سؤال طرح عليه حول الاهتمام بالنخيل أحالهم إلى أجوبةٍ سابقة، ولم يخف تعبه من الإجابة على مثل هذا السؤال، وأقول صحيح معه الحق في أن تكرار الإجابات على سؤالٍ واحد متعب، لكن ماذا إن كانت هذه وظيفة أساسية من مهام الوزير؟! وحين سأله المسن عن “أدوية الحمى القلاعية” قال له الوزير: “أنا مزارع وعندي مزرعة، وأروح أشتري الدواء من الصيدلية”!
قلتُ: إذا كان الدواء متوفراً كما يقول الوزير لكنه لا يكفي، فلماذا لا تزيد الوزارة من شراء الدواء؟ وإذا كان الدواء لم يحصل عليه الوزير نفسه فهذه مسؤولية من؟ وإذا كان الوزير يشتري الدواء فليس شرطاً أن يقلده المواطن ويشتري الدواء؟ تخيلوا أن وزير المواصلات يقول لن أسفلت هذا الشارع انظر إلي أنا أسير بسيارتي فوق الحجارة؟! هل هذا منطقي؟! طبعاً لا.
الوزير مسؤول إداري، يدير مؤسسة كبرى لها فروع وشرايين في المناطق، والناس لديهم مشاكلهم، هناك بدهية نضطر أيضاً لإيضاحها وهي أن المواطن ليس دائماً على خطأ، كما أن الوزير ليس دائماً على حق، والوزير يخطئ، لأنه بشر! تخيلوا أن هذه البدهيات لم تستقر لدى بعضهم!
قال أبو عبدالله غفر الله له: مهمة الوزارات الالتفات إلى طلبات المواطنين، والوزير يلتقي بالملك أسبوعياًَ، إذا كان لديه عجز في الأدوية أو المال أو الميزانية في وزارته يمكنه أن يطرحها عليه. أبو متعب حفظه الله موجود كل أسبوع بينكم معاشر الوزراء، فلا تتذرعوا بالعجز، فالبلد فيه خير كثير، ولا شيء مستحيل مع أبي متعب.