لا يمكن لمن كان في قلبه مثقال ذرة من تقدير لنعمة التقنية إلا أن يندهش ويواصل الاندهاش بشكل يومي من موقع “يوتيوب” هذا الذي كتبتُ عنه مقالات عديدة، لأنه يسعفنا ساعة البحث، ويؤنسنا حين نريد أن نبحث عن أغنية جميلة، أو عن برنامجٍ فائت، أو عن تعريفات ومحاضرات علمية، أو عن خطابات وأفلام وثائقية. ربما لم يدر بخلد تشاد هيرلي وستيف تشين وجاود كريم وهم يبتكرون الموقع في فبراير (شباط) 2005 أن يدركوا حجم التأثير المدوي الذي سيرسمه “يوتيوب” في العالم، ليكون ضمن المواقع الأكثر شعبية في العالم مثل جوجل، وفيسبوك، وتويتر، وليكون شريكا في تغييرات مرت بها المنطقة من مظاهرات إيران إلى تونس ومصر وسوريا واليمن وليبيا وسواها!
الباحث خالد وليد محمود وفي كتابه الجميل: “شبكات التواصل الاجتماعي وديناميكية التغيير في العالم العربي” قال إن الموقع أعلن في “عام 2010 عن استقباله أكثر من ملياري زائر يوميا، أي ما يتخطى ضعف مشاهدي القنوات الأميركية التلفزيونية الثلاث الأكثر شعبيةً مجتمعة، وأعلنت هذه المعلومات في يوم احتفال الموقع بعيده الخامس لإطلاق أول نسخة تجريبية”. وهو الموقع الذي لا غنى للكل عن الدخول إليه، حتى إن باراك أوباما وسواه من السياسيين يلجؤون إليه في الانتخابات والمناسبات، هذا غير الجامعات التي تضع بعض المحاضرات والشروحات لمسائل أو نظريات علمية أو فكرية، إنه موقع ضروري وجزء من أساسيات الحياة. قال لي أحد الأصدقاء: إذا كنا ـ على سبيل السخرية والتندر ـ نصف القنوات في التلفزيون السعودي بأنها: “غصب 1 وغصب 2” فإن يوتيوب هو: “غصب 3″، قلت له: بل هو اختيار1!
يذكر المؤلف في كتابه أن أكثر الزائرين لموقع “يوتيوب” في الشرق الأوسط هم من السعودية، وهذا مثير للاهتمام، وأحب أن ألفت إخوتي في السعودية خاصةً من الشباب والفتيات أن في “يوتيوب” مجالات كثيرة للترفيه نعم وهذا جيد، لكن المجال العلمي أيضا متاح ومهم ومفيد، ويمكنهم أن يطالعوا في هذه الإجازة الصيفية بعض الأفلام الوثائقية، أوالمقاطع المفيدة والبرامج الموجودة في الموقع.
قال أبو عبدالله غفر الله له: إن هذا “اليوتيوب” لموقع مبارك، من خلاله نعثر على ما نريد من أرشيف فائت، أو أغانٍ قديمة، أو برامج مفيدة ومسلية، أتمنى أن نستفيد من هذا الموقع وغيره أكثر وأكثر، وبخاصة أننا أكثر رواد هذا الموقع في الشرق الأوسط، فلا أقل من أن نخصص وقتا للإفادة منه.